اللهم لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهَب لنا من لَدُنكَ رحمة إنكَ أنت الوهّــاب...

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه افضل الصلوات والتسليم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بيكم

.....

بدأت حكاية هذا الدعاء حينما كنت اشاهد المسلسل الاسلامي الكبير (( يوسف الصدّيق )) { ارجو ان لا ندخل في حوار حول المسلسل )).

.حينما شاهدت مقطع ندم النبي الكريم يوسف (صلوات الله عليه والسلام) حينما نسي ذكر حالته عند الله فذكرها عند الفتى الذي نجى وخرج من السجن بأن قال له يوسف عليه الصلاة والسلام..اذكرني عند ربك ..اي الملك..فإنني قد دخلت السجن ظلما..فقد نسي يوسف عليه الصلاة والسلام ان يشكوا همّه لله وحده فلبث في السجن بضع سنين...


المهم حاولوا السجناء الذين أحبوّا يوسف صلى الله عليه وسلم وأخلصوا له بأن لا تحزن وحاولوا ان يثبتوا للنبي الكريم انه لم يخطأ بالبتة اذ انه أوصى الفتى الناجي بأن يذكر حالته عند الملك فكان يوسف في عين يوسف هو ناكر الجميل والنعم الربانية..{بيد أنّه بندمه هذا رُفع مكانا عليّا.}..

نام السجناء وأما يوسف عليه السلام لم ينم..فهناك جبلا على كاهله..يقطّع انفاسه ..فهو خائف ان يسقط من عين سيده وربه ..استحى من ربه وحبيبه بأنه هو الذي أنجاني من قعر الظلمات..وهو الذي اسكنني في القصر الواسع بين الاغنياء وجعله سيّدا بعد ان كان في سوق النخاسة والعبيد يُباع بدراهم معدودة..كان يفكّر بأن كيف نسيت من آنسني في وحدتي..ورافقني وصاحبني في غربتي..كيف نسيت من قذف في صدري النعم فعلمّني لانه هو معلّمي ..كيف انسى من انقذني من حبائل المكر والمكائد..كيف أغفل عن حبيبي وسيدي ونوري وقوتي وعزتي ..طرفة عين؟!!!!..يا ربي كيف ستسامح عبدا مثلي بائس..فوق كل النعم نسيت ان أشكوا اليك ذلي وهمّي..آآآآه يكاد صدري يتفجر..يا أيها الجبل اضغط على صدري لعل الصدر يعرف معنى اني نسيت ذكر ربّي..

وهو في تلك الحال..والدموع تذرف من عينيه على خديّه والخجل يتلئلىء من وجنتيه والذل والانكسار ظاهرا عليه ...والعبائة على رأسه مرخيّة وظهره متكئّا على جدار السجن ورأسه محنيّا للاعلى ينظر للسماء ..ينظر لليل البهيّ..فهو ينظر لبهاء الله في خلقه ويبكي ويبكي ويبكي ندما وذلّا ورجوعا وتوبة وابتلاء..فإذا بوحي السماء في السماء.والنجم حوله يدور أترى رأى الوحي وهو في السماء يطلّ.؟..أم رآه بين الورد البهيّ يهلّ؟..أتى عليه جبريل عليه السلام كشاب وسيم جميل..وظاهر على الامين الحزن الشديد وكان يودّ ان يأخذ برأس يوسف فيحضنه ..كان جبريل يودّ ان يطبطب على نبي الله ..لكن امر الله جل في علاه قد كان بأن يوسف نبي من انبياء الله وغفلة لرجال كهؤلاء كخطأ كبير جدا على مؤمنا من الاولياء..فكان لا بدّ ان يعلمه الله من فضله..فكان الحوار يدور بين الامين عليه السلام وبين يوسف عليه السلام..

..جبريل من امر من السماء..: يا يوسف ان نسيانك للحظة ذكر الله قد حكم عليك بالسجن لمدة تزيد عن المدة التي كانت مفروضة عليك قبل ان تنسى ذكر الله فقد كان مفروضا عليك ان تلبث في السجن ..3 سنوات اما الان فيجب ان تلبث في السجن 8 سنوات..حتى يعلمّك الله وأن تكون أهلا لتحطيم الاوثان التي صارت الها لاهل مصر وحتى تكون اهلا لان تكون النبي الذي يحيى التوحيد في بلاد الله عز وجل...

اما يوسف عليه السلام ودمعه السائل على خده المحمّر..ألسجن؟..الحمد لله ..الحمد لله ..الحمد لله..ان ربي وحبيبي لم يُسقطني من عينه أودّ ان ألبث في السجن مدى الحياة على ان لا أكون قد صغرت من عينه..الحمد لله فبكى وبكى يوسف عليه السلام وظلّ يبكي حتى شهق بالبكاء وابتلّت لحيته بالدمع المُسال..فاستيقظ السجناء على صوت بكائه حتى تجمعّوا حوله والدموع كالنهر في وجهه وعيناه كالجمر ..وجلده يقشعّر من شدة الموقف ...فبكى جميع السجناء على شدة ما رأوه في نبي الله من المهابة والحزن والذل بين يدين سيد السادات ورب الارباب..

فرفع يوسف عليه السلام انامله تحت عينيه مباشرة ومسح الدمع بخفّة وابتسم وقال بصوت هادىء ومسموع :

قد أفسدت نومكم..استسمحكم عُذرا

ثم قال عليه الصلاة والسلام للسجناء: قولوا دوما وعلى الدوام : اللهم لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هَديتنا وهَب لنا من لَدُنكَ رحمة إنّكَ أنت الوهَّـــاب.



ومن حينها عرفت ما اروع تلك الكلمات (( اللهم لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هَديتنا وهَب لنا من لَدُنكَ رحمة إنّكَ أنت الوهَّـــاب )).



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا والله يوفقكـــ